الجمعة، 4 مايو 2012

من روائع الجغرافيا في القرآن

يظهر الإعجاز جليا واضحاً في الآيات القرآنية من سورة الرحمن في قوله تعالى

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

ويعني أن البحرين العذب و المالح بينهما برزخ أي غشاء دقيق غير مرئي على الإطلاق يحول دون اختلاط الماء العذب بالماء المالح وهنا يكمن الإعجاز العلمي في الآيات الكريمة عند التقاء مياه نهر النيل العذبة بمياه البحر المتوسط المالحة فيندفع خط المياه العذبة يشق طريقه وسط مياه البحرالمتوسط المالحة دون أن يختلط بها ، وهي حقيقة جغرافية أبرزها القران الكريم منذأكثر من 1400 عام بينما لم يكتشفها العلم الحديث إلا قبيل فترة وجيزة على يد أحد العلماء والذي ظن أنه اكتشف حقيقة علمية لم يسبقه إليها أحد ليجد أن القران الكريم قد بين هذه الحقيقة بكل تجلياتها وكان ذلك بمثابة الصاعقة على هذا العالم الذي أسلم بعدها على الفور ،وهناك آيات جاءت فيها هذه الحقيقة فهي كالتالي
.1- سورة الفرقان ( الآية 53)
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
2- سورة النمل ( الآية 61 (أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ
3- سورة فاطر ( الآية 12)
وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

وتتضح هذه الصورة الجغرافية بكل أبعادها تحمل معها عظمة الرحمن وقدرته المعجزة والتي لا يستوعبها المنطق في خلق نعمة لعباده وتتحقق كما أسلفنا بالفعل بجوانبها الثلاثة في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي قرب جزر البحرين وهي منطقة اشتهرت منذ القدم باستخراج اللؤلؤ والمرجان من مياهها وكانت من أهم مناطق الإنتاج عالمياً حتى تحول الاهتمام اقتصادياً نحو استخراج النفط وكان الغواصون في موسم الصيد يخرجون إلى مواطن الصيد في أعداد كبيرة كانت تصل أحياناً إلى سبعين ألف سفينة صيد من كل مناطق الخليج العربي ، وكان هؤلاء الغواصون يحصلون على ما يحتاجونه من الماء العذب طول موسم الصيد في نحو ثلاثة أشهر من عيون المياه العذبة التي تندفع من قاع الخليج العربي اندفاعاً قويا وسط الماء المالح على شكل عمود أسطواني متدفق يحميه برزخ أو غشاءدقيق غير مرئي فلا يختلط الماء العذب بالماء المالح وهذه العيون من الماء الفرات منتشرة في قاع الخليج العربي حول جزر البحرين في 23 موقعا تعرف بالكوكبات و الماء يتدفق منها دون انقطاع.
وهذه الصورة القرآنية المتكاملة لهذه الظاهرة الجغرافية بل المعجزة القرآنية واضحة المعالم بشكل لو أن القرآن الكريم لم تكن فيه إلا هذه الآية المعجزة لجعلت الملحدين و الكفرة يسلموا لرب العالمين مبدع هذا الكون الرائع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق